القرآن والسنة القرآن الكريم القرآن mp3 مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

شرح معنى الآية 113 من سورة طه - وكذلك أنـزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من

سورة طه الآية رقم 113 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 113 من سورة طه عدة تفاسير, سورة طه : عدد الآيات 135 - الصفحة 319 - الجزء 16.

﴿ وَكَذَٰلِكَ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا وَصَرَّفۡنَا فِيهِ مِنَ ٱلۡوَعِيدِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ أَوۡ يُحۡدِثُ لَهُمۡ ذِكۡرٗا ﴾
[ طه: 113]


التفسير الميسر

وكما رغَّبنا أهل الإيمان في صالحات الأعمال، وحذَّرنا أهل الكفر من المقام على معاصيهم وكفرهم بآياتنا، أنزلنا هذا القرآن باللسان العربي؛ ليفهموه، وفصَّلنا فيه أنواعًا من الوعيد؛ رجاء أن يتقوا ربهم، أو يُحدِث لهم هذا القرآن تذكرة، فيتعظوا، ويعتبروا.

تفسير الجلالين

«وكذلك» معطوف على كذلك نقص: أي مثل إنزال ما ذكر «أنزلناه» أي القرآن «قرآناً عربيا وصرفنا» كررنا «فيه من الوعيد لعلهم يتقون» الشرك «أو يُحدث» القرآن «لهم ذكراً» بهلاك من تقدمهم من الأمم فيعتبرون.

تفسير السعدي

أي: وكذلك أنزلنا هذا الكتاب، باللسان الفاضل العربي، الذي تفهمونه وتفقهونه، ولا يخفى عليكم لفظه، ولا معناه.
وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ أي: نوعناها أنواعا كثيرة، تارة بذكر أسمائه الدالة على العدل والانتقام، وتارة بذكر المثلات التي أحلها بالأمم السابقة، وأمر أن تعتبر بها الأمم اللاحقة، وتارة بذكر آثار الذنوب، وما تكسبه من العيوب، وتارة بذكر أهوال القيامة، وما فيها من المزعجات والمقلقات، وتارة بذكر جهنم وما فيها من أنوع العقاب وأصناف العذاب، كل هذا رحمة بالعباد، لعلهم يتقون الله فيتركون من الشر والمعاصي ما يضرهم، أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا فيعملون من الطاعات والخير ما ينفعهم، فكونه عربيا، وكونه مصرفا فيه [من] الوعيد، أكبر سبب، وأعظم داع للتقوى والعمل الصالح، فلو كان غير عربي، أو غير مصرف فيه، لم يكن له هذا الأثر.

تفسير البغوي

( وكذلك ) أي : كما بينا في هذه السورة ، ( أنزلناه ) يعني أنزلنا هذا الكتاب ، ( قرآنا عربيا ) يعني : بلسان العرب ، ( وصرفنا فيه من الوعيد ) أي : صرفنا القول فيه بذكر الوعيد ، ( لعلهم يتقون ) أي يجتنبون الشرك ، ( أو يحدث لهم ذكرا ) أي يجدد لهم القرآن عبرة وعظة فيعتبروا ويتعظوا بذكر عقاب الله للأمم الخالية .

تفسير الوسيط

وقوله- سبحانه-: وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ .
.
.
معطوف على قوله: كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ.
.
والكاف للتشبيه، واسم الإشارة يعود على إنزال ما سبق من آيات.
أى: ومثل ما أنزلنا الآيات السابقة المشتملة على الآداب والأحكام والقصص، أنزلنا عليك يا محمد القران كله، فما نزل منه متأخرا يشبه في هدايته وإعجازه ما نزل منه متقدما.
وقد اقتضت حكمتنا أن نجعله قُرْآناً عَرَبِيًّا أى: بلغة العرب، لكي يفهموه ويقعوا على ما فيه من هدايات وإرشادات وإعجاز للبشر.
وقوله: وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ معطوف على أَنْزَلْناهُ أى: أنزلناه قرآنا عربيا وكررنا ونوعنا فيه ألوانا من الوعيد على سبيل التخويف والتهديد.
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أى: لعل الناس يتقون- بسبب ذلك- الوقوع في الكفر والفسوق والعصيان، ويجتنبون الآثام والسيئات، ويصونون أنفسهم عن الموبقات فمعمول يَتَّقُونَ محذوف.
وقوله- سبحانه-: أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً بيان لحكمة أخرى من الحكم التي من أجلها أنزل الله القرآن الكريم.
أى: أنزلناه بهذه الصفة، وجعلناه مشتملا على ضروب من الوعيد، لعل قومك- أيها الرسول الكريم- يتقون الكفر والمعاصي، أو لعل القرآن يحدث في نفوسهم ذِكْراً.
أى: اتعاظا واعتبارا يصرفهم عن التردي فيما تردت فيه الأمم السابقة من آثام وموبقات أدت إلى هلاكها.
وقال- سبحانه-: أَنْزَلْناهُ بالإضمار مع أن القرآن لم يسبق له ذكر في الآيات السابقة، للإيذان بنباهة شأنه، وعلو قدره، وكونه مركوزا في العقول، حاضرا في الأذهان والقلوب.

المصدر : تفسير : وكذلك أنـزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من