القرآن والسنة القرآن الكريم القرآن mp3 مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

شرح معنى الآية 42 من سورة فاطر - وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير

سورة فاطر الآية رقم 42 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 42 من سورة فاطر عدة تفاسير, سورة فاطر : عدد الآيات 45 - الصفحة 439 - الجزء 22.

﴿ وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ لَّيَكُونُنَّ أَهۡدَىٰ مِنۡ إِحۡدَى ٱلۡأُمَمِۖ فَلَمَّا جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ مَّا زَادَهُمۡ إِلَّا نُفُورًا ﴾
[ فاطر: 42]


التفسير الميسر

وأقسم كفار قريش بالله أشد الأَيْمان: لئن جاءهم رسول من عند الله يخوِّفهم عقاب الله ليكونُنَّ أكثر استقامة واتباعًا للحق من اليهود والنصارى وغيرهم، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم ما زادهم ذلك إلا بُعْدًا عن الحق ونفورًا منه.

تفسير الجلالين

«وأقسموا» أي كفار مكة «بالله جهد أيمانهم» غاية اجتهادهم فيها «لئن جاءهم نذير» رسول «ليكوننَّ أهدى من إحدى الأمم» اليهود والنصارى وغيرهم، أي أيَّ واحدة منها لما رأوا من تكذيب بعضهم بعضا، إذ قالت اليهود: ليست النصارى على شيء، «فلما جاءهم نذير» محمد صلى الله عليه وسلم «ما زادهم» مجيئه «إلا نفورا» تباعدا عن الهدى.

تفسير السعدي

أي وأقسم هؤلاء، الذين كذبوك يا رسول اللّه، قسما اجتهدوا فيه بالأيمان الغليظة.
لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ أي: أهدى من اليهود والنصارى [أهل الكتب]، فلم يفوا بتلك الإقسامات والعهود.
فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لم يهتدوا، ولم يصيروا أهدى من إحدى الأمم، بل لم يدوموا على ضلالهم الذي كان، بل مَا زَادَهُمْ ذلك إِلَّا نُفُورًا وزيادة ضلال وبغي وعناد.

تفسير البغوي

( وأقسموا بالله جهد أيمانهم ) يعني : كفار مكة لما بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم قالوا : لعن الله اليهود والنصارى أتتهم الرسل فكذبوهم ، وأقسموا بالله وقالوا لو أتانا رسول لنكونن أهدى دينا منهم ، وذلك قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما بعث محمد كذبوه ، فأنزل الله - عز وجل - : ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ) رسول ( ليكونن أهدى من إحدى الأمم ) يعني : من اليهود والنصارى ( فلما جاءهم نذير ) محمد - صلى الله عليه وسلم - ( ما زادهم إلا نفورا ) أي : ما زادهم مجيئه إلا تباعدا عن الهدى .

تفسير الوسيط

قال القرطبي: قوله- تعالى-: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ.
.
: هم قريش أقسموا قبل أن يبعث الله رسوله محمدا صلّى الله عليه وسلم حين بلغهم أن أهل الكتاب، كذبوا رسلهم، فلعنوا من كذب نبيه منهم.
.
».
وجَهْدَ أَيْمانِهِمْ أى: أقوى أيمانهم وأغلظها والجهد: الطاقة والوسع والمشقة.
يقال: جهد نفسه يجهدها في الأمر، إذا بلغ بها أقصى وسعها وطاقتها فيه.
والمراد: أنهم أكدوا الأيمان ووثقوها، بكل ألفاظ التوكيد والتوثيق.
أى: أن كفار مكة، أقسموا بالله- تعالى- قسما مؤكدا موثقا مغلظا، لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ أى: نبي ينذرهم بأن الكفر باطل وأن الإيمان بالله هو الحق.
لَيَكُونُنَّ أَهْدى سبيلا مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ أى: ليكونن أهدى من اليهود ومن النصارى ومن غيرهم في اتباعهم وطاعتهم، لهذا الرسول الذي يأتيهم من عند ربهم لهدايتهم إلى الصراط المستقيم.
فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ وهو محمد صلّى الله عليه وسلّم.
الذي هو أشرف الرسل.
ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً أى: ما زادهم مجيئه لهم إلا نفورا عن الحق، وتباعدا عن الهدى.
أى: أنهم قبل مجيء الرسول صلّى الله عليه وسلّم كانوا يتمنون أن يكون الرسول منهم، لا من غيرهم، وأقسموا بالله بأنهم سيطيعونه فلما جاءهم الرسول صلى الله عليه وسلّم نفروا عنه ولم يؤمنوا به.
وإنما كان القسم بالله- تعالى- غاية أيمانهم، لأنهم كانوا يحلفون بآبائهم وبأصنامهم، فإذا اشتد عليهم الحال، وأرادوا تحقيق الحق، حلفوا بالله- تعالى-.
وقوله لَيَكُونُنَّ جواب للقسم المقدر.
وقوله: ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً جواب لمّا.

المصدر : تفسير : وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير