القرآن والسنة القرآن الكريم القرآن mp3 مواقيت الصلاة
القرآن الكريم

شرح معنى الآية 87 من سورة مريم - لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند

سورة مريم الآية رقم 87 : شرح و تفسير الآية

تفسير و معنى الآية 87 من سورة مريم عدة تفاسير, سورة مريم : عدد الآيات 98 - الصفحة 311 - الجزء 16.

﴿ لَّا يَمۡلِكُونَ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحۡمَٰنِ عَهۡدٗا ﴾
[ مريم: 87]


التفسير الميسر

لا يملك هؤلاء الكفار الشفاعة لأحد، إنما يملكها مَنِ اتخذ عند الرحمن عهدًا بذلك، وهم المؤمنون بالله ورسله.

تفسير الجلالين

«لا يملكون» أي الناس «الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا» أي شهادة أن لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تفسير السعدي

لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ أي: ليست الشفاعة ملكهم، ولا لهم منها شيء، وإنما هي لله تعالى قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا وقد أخبر أنه لا تنفعهم شفاعة الشافعين، لأنهم لم يتخذوا عنده عهدا بالإيمان به وبرسله، وإلا فمن اتخذ عنده عهدا فآمن به وبرسله واتبعهم، فإنه ممن ارتضاه الله، وتحصل له الشفاعة كما قال تعالى: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وسمى الله الإيمان به واتباع رسله عهدا، لأنه عهد في كتبه وعلى ألسنة رسله، بالجزاء الجميل لمن اتبعهم.

تفسير البغوي

( لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) يعني لا إله إلا الله .
وقيل : معناه لا يشفع الشافعون إلا لمن اتخذ عند الرحمن عهدا يعني : المؤمنين كقوله : " لا يشفعون إلا لمن ارتضى " ( الأنبياء : 28 ) .
وقيل : لا يشفع إلا من شهد أن لا إله إلا الله أي لا يشفع إلا المؤمن .

تفسير الوسيط

والضمير في قوله- تعالى-: لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ.
.
يرى بعضهم أنه يعود إلى المجرمين في قوله نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ .
.
.
أى: نسوق المجرمين إلى جهنم عطاشا، حالة كونهم لا يملكون الشفاعة لغيرهم، ولا يستحقون أن يشفع لهم غيرهم، لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا وهم المؤمنون الصادقون فإنهم يملكونها بتمليك الله- تعالى- لهم إياها وإذنه لهم فيها، كما قال- تعالى-: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ.
.
وكما قال- سبحانه-: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى .
وعلى هذا التفسير يكون الاستثناء منقطعا.
قال القرطبي: «قوله- تعالى-: لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ أى: هؤلاء الكفار لا يملكون الشفاعة لأحد إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً وهم المسلمون فيملكونها، فهو استثناء الشيء من غير جنسه.
أى: لكن من اتخذ عند الرحمن عهدا يشفع، فمن في موضع نصب على هذا .
.
.
ويرى آخرون أن الضمير في قوله: لا يَمْلِكُونَ .
.
.
يعود إلى فريقى المتقين والمجرمين.
أى: لا يملك أحد من الفريقين يوم القيامة الشفاعة لأحد، ولا يملك غيرهم الشفاعة لهم، إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ منهم عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً وهم المؤمنون فإنهم يملكون بإذن الله لهم.
والمراد بالعهد الأمر والإذن، يقال: عهد الأمير إلى فلان بكذا، إذا أمره به.
أو أذن له في فعله.
وعلى هذا يكون الاستثناء متصلا، ويكون لفظ مَنِ بدل من الواو في يَمْلِكُونَ.
قال الآلوسى ما ملخصه: «قوله لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ ضمير الجمع يعم المتقين والمجرمين، أى: العباد مطلقا .
.
.
وقوله إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً استثناء متصل .
.
.
والمعنى: لا يملك العباد أن يشفعوا لغيرهم، إلا من اتصف منهم بما يستأهل معه أن يشفع وهو المراد بالعهد .
.
.
» .
ويبدو لنا أن هذا القول أولى، لشموله وعمومه إذ الكلام السابق في الفريقين جميعا، فريق المتقين وفريق المجرمين.
ثم يستطرد السياق القرآنى، إلى حكاية أقوال أخرى، من أقوال الكافرين الباطلة، وهي زعمهم أن لله- تعالى- ولدا، فقال- سبحانه-:

المصدر : تفسير : لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند